ارفعوا أيديكم عن الحجاج: لا تسيّسوا المقدسات ولا تقمعوا ضيوف الرحمن

تُعرب الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين عن بالغ قلقها إزاء الانتهاكات المتزايدة لحقوق الحجاج والمعتمرين في المشاعر المقدسة، حيث تحولت هذه الأماكن التي كانت دائمًا تمثل رمزًا للوحدة والتضامن بين المسلمين إلى ساحة للقمع والانتهاك لحرية التعبير والحقوق الأساسية.
إن المشاعر المقدسة، التي كانت منذ فجر الإسلام وما تزال، مكانًا يتوجه فيه المسلمون من جميع أنحاء العالم لتأدية مناسكهم بعيدا عن أي انتماء سياسي أو فكري، كانت دائمًا تجمع المسلمين تحت سقف واحد بهدف العبادة والتقوى.
ولكن اليوم، أصبح هذا المكان الطاهر في قبضة السلطات السعودية التي تسيء استخدامه لأغراض سياسية، حيث تُستخدم المشاعر المقدسة كأداة لقمع الأصوات المعارضة، واعتقال المعارضين السياسيين، وملاحقة من يعبرون عن آرائهم بحرية.
إن الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين تؤكد أن هناك واجبًا شرعيًا وقانونيًا وأخلاقيًا على السلطات السعودية لحماية حريات الحجاج والمعتمرين وضمان أمنهم وسلامتهم، لا أن تحوّل موسم الحج والعمرة إلى أداة لقمع حرية التعبير وحريات الأفراد.
من المؤسف أن السلطات السعودية، بدلاً من توفير بيئة آمنة للعبادة والروحانية، تواصل فرض رقابة مشددة على الحجاج والمعتمرين، سواء من خلال الملاحقات الأمنية للمعارضين أو من خلال منع بعض الأفراد من أداء مناسكهم بسبب مواقفهم السياسية أو الفكرية.
إن الهيئة تود التأكيد على أن أي تدخلات أمنية غير مبررة في حياة الحجاج والمعتمرين، سواء كانت مراقبة تحركاتهم أو قمعهم لمجرد تعبيرهم عن آرائهم، تُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، واعتداءً على حرية العبادة.
إذ أن السلطات السعودية تواصل قمع الأصوات التي تعارض سياستها في وقت يجب أن يكون فيه التركيز على توفير بيئة آمنة للجميع لأداء شعائرهم الدينية بحرية واطمئنان.
لقد أدرك المسلمون في أنحاء العالم أن المشاعر المقدسة هي مكان للتقوى والإخلاص لله عز وجل، حيث تجمع الجميع تحت راية واحدة، بعيدًا عن أي انتماءات سياسية أو أيديولوجية.
ولكن للأسف، فإن الحكومة السعودية قد جعلت من هذه الأماكن وسيلة لترويج سياساتها القمعية، وهو ما يُعتبر تعديًا على حرمة هذه الأماكن المقدسة وتجاوزًا للحدود الأخلاقية التي يتطلبها الدين والشرع.
من حق كل مسلم أن يؤدي مناسكه في أمن وسلام دون الخوف من الاعتقال أو الملاحقة لمجرد التعبير عن آرائه. إن الحق في العبادة يجب أن يكون محميًا من أي تدخلات سياسية أو أمنية، ويجب على السلطات السعودية أن ترفع يدها عن الحجاج والمعتمرين، وتضمن لهم الحرية الكاملة في التعبير عن أنفسهم دون المساس بحقوقهم الأساسية.
إن الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين تطالب الحكومة السعودية بوقف كافة الانتهاكات بحق الحجاج والمعتمرين، وبالامتثال للقيم الإسلامية التي تحترم حقوق الأفراد وتحميهم. كما تدعو الهيئة المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد هذه الممارسات القمعية التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان في أماكن يفترض أن تكون ملاذًا للسلام والروحانية.
ختامًا، تطالب الهيئة السلطات السعودية بالتركيز على واجبها الديني والأخلاقي تجاه ضيوف الرحمن، وأن ترفع يد البطش والقهر عن الحجاج والمعتمرين. يجب على السلطات أن تضمن لهم بيئة آمنة تؤدي فيها الشعائر بحرية واحترام، بعيدة عن أي ضغوط سياسية أو أمنية.