أحدث الانتهاكات السعودية خلال موسم العمرة 2025: قمع الحريات والتمييز الديني

مع انطلاق موسم العمرة لعام 2025، شهدت المملكة العربية السعودية سلسلة من الانتهاكات الحقوقية التي طالت المعتمرين، خاصة من الدول غير الحليفة أو المعارضين للنظام السعودي.
ورغم أن موسم العمرة يُعد من أبرز الفترات الدينية التي يتوافد خلالها ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة، فإن السلطات السعودية استغلت هذا الحدث الديني الكبير لتعزيز قبضتها الأمنية، مما أسفر عن تعرض العديد من المعتمرين لانتهاكات جسيمة لحقوقهم.
الرقابة على المعتمرين والسيطرة على الحريات
في الموسم الحالي، واصلت السلطات السعودية فرض رقابة مشددة على المعتمرين، وخاصة من الدول التي تُعتبر في موقف معارض للنظام السعودي.
وقد تزايدت عمليات تفتيش الهواتف المحمولة للمسافرين القادمين لأداء العمرة، حيث تم التحقيق مع العديد من المعتمرين بشأن محتوويات هواتفهم، بما في ذلك الرسائل الخاصة والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تحتوي على انتقادات للنظام أو تعبيرات سياسية.
كما شهدت العديد من الحالات حظرًا للأفراد من بعض الجنسيات من أداء مناسك العمرة بعد الاشتباه في تعبيراتهم على الإنترنت أو مشاركتهم في أنشطة سياسية، مما يشير إلى استغلال السعودية للموسم الديني كأداة لقمع المعارضة والاحتفاظ بالسيطرة على الخطاب العام.
في هذه الأثناء، كانت وسائل الإعلام المحلية تروج لنظام “الحج الذكي” الذي يعزز الرقابة الرقمية على الحجاج والمعتمرين، مما يثير المخاوف من تضييق الحريات الدينية والتعبير عن الرأي.
التمييز الديني ضد المعتمرين الشيعة
من جهة أخرى، شهد موسم العمرة 2025 تصاعدًا في مظاهر التمييز الديني ضد المعتمرين الشيعة، حيث مُنع العديد منهم من أداء الطقوس الدينية بشكل كامل. في حين يسمح النظام السعودي لجموع المسلمين بأداء العمرة، لا تزال السلطات تمنع المعتمرين الشيعة من زيارة أماكن معينة في مكة المكرمة والمدينة المنورة التي ترتبط بمعتقداتهم، وهو ما يعكس استمرار التوترات الطائفية في المملكة.
وقد تم توثيق العديد من الحالات التي تم فيها استهداف المعتمرين الشيعة بشكل خاص، ومنعهم من أداء شعائرهم الخاصة بشكل سليم، مما يعكس السياسات التمييزية المستمرة ضدهم.
الاعتقالات التعسفية للمعارضين السياسيين
وفي سياق مشابه، تم اعتقال عدد من المعتمرين الذين حاولوا إظهار تضامنهم مع الحركات المعارضة للنظام السعودي أو التعبير عن مطالباتهم بالحرية.
في أحد الحوادث البارزة، تم اعتقال مجموعة من المعتمرين عقب وصولهم إلى جدة بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدين الانتهاكات الحقوقية داخل المملكة. تم اقتياد هؤلاء المعتمرين إلى مراكز احتجاز، حيث تعرضوا للتحقيق لعدة أيام قبل أن يتم الإفراج عنهم.
تزايد الانتهاكات في ظل قمع حقوق الإنسان
تستمر الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في تصاعد، حيث تعتبر المملكة العمرة موسمًا لتعزيز سيطرتها على الحريات الفردية والدينية. وقد استغل النظام السعودي وجود الزوار في الأماكن المقدسة لتنفيذ مزيد من إجراءات المراقبة، مما يثير تساؤلات حول مدى احترام المملكة لحقوق الإنسان، وخاصة في سياق طقوس دينية يُفترض أن تكون خالية من القيود السياسية أو الطائفية.
وموسم العمرة 2025 في السعودية لم يكن بعيدًا عن الانتهاكات التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة. استخدام السلطات السعودية للعمرة كأداة للرقابة والتضييق على المعتمرين، سواء عبر التمييز الطائفي أو القمع السياسي، يُعد تجسيدًا للسياسات القمعية التي تطبقها المملكة على أرض الواقع، مما يثير تساؤلات حول احترام حقوق الإنسان في أقدس الأماكن الدينية.