رصد الانتهاكات

دعوة لتصعيد رفض تحويل السعودية الحرمين إلى موقع خاضع للمراقبة السياسية

تتابع الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين بقلق شديد تصاعد الممارسات غير المشروعة التي تنتهك قدسية الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك على يد السلطات السعودية. لقد بات الحرم الشريف، الذي يُفترض أن يكون ملاذاً آمناً للمؤمنين من جميع أنحاء العالم، يعاني من تقييد حرية الوصول إليه، وتحويله من مكان للعبادة والتقوى إلى موقع خاضع للمراقبة السياسية.

إن ما تقوم به السلطات السعودية في الحرمين ليس ما يتمناه المسلمون من كافة أنحاء العالم. فبدلاً من أن يكون الحرم الشريف ملاذاً للمؤمنين حيث يمكنهم الصلاة والدعاء في سكينة وطمأنينة، أصبح محراباً يُقصي عنه كل من خالف هوى السلطات، أو حمل فكرًا لا يتناسب مع توجهاتها السياسية. إذ يتم منع دخول المسلمين الذين يحملون آراء سياسية أو اجتماعية تتعارض مع سياسة المملكة، دون أدنى احترام للحق في العبادة أو الحرية الدينية.

السلطات السعودية، بدلًا من أن توفر بيئة دينية حرة حيث يستطيع المسلمون من مختلف أنحاء العالم ممارسة شعائرهم دون خوف أو قيود، تتبع سياسة انتقائية في قبول الحجاج والمعتمرين بناءً على الولاء السياسي أو عدمه.

ففي كثير من الحالات، يُمنع المؤمنون من أداء فريضة الحج لمجرد أنهم عبروا عن آراء سياسية أو حملوا مواقف تتعارض مع سياسات النظام السعودي. وهذا يتنافى تمامًا مع حقوق الإنسان، ويقوض جوهر الإسلام الذي يدعو إلى الحرية الدينية والتسامح بين جميع المسلمين بغض النظر عن خلفياتهم السياسية.

إن تلك الممارسات تمثل انتهاكًا خطيرًا لحق المسلمين في أداء فريضة الحج، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. فبدلاً من تيسير أداء الفريضة، تحوّل السلطات السعودية الحج إلى عملية سياسية بحتة، تُستخدم كأداة ضغط ضد من يختلفون مع النظام السعودي.

وبدلاً من ضمان حرية العبادة، تُفرض التكاليف الباهظة على المسلمين الذين يسعون إلى أداء الفريضة، في شكل رسوم ضخمة وضرائب غير مبررة، ما يجعل الحج محصورًا في دائرة فئة قليلة قادرة على تحمل هذه الأعباء المالية.

إننا في الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين نُعرب عن استنكارنا الشديد لهذه السياسات التي تحوّل الأماكن المقدسة إلى أدوات سياسية، وتفرض شروطًا تعجيزية على المسلمين لممارسة شعائرهم الدينية. ونؤكد أن الحرم الشريف هو ملك لله، ولا يجوز لأي جهة، مهما كانت، أن تفرض على المسلمين قيودًا تَحُول دون وصولهم إلى هذا المكان الطاهر.

وإننا ندعو السلطات السعودية إلى العودة إلى مبادئ الإسلام السمحة، والالتزام بتوفير حرية العبادة لجميع المسلمين دون تمييز. كما نطالب بإلغاء جميع القيود السياسية والمالية التي تحول دون قدرة المؤمنين من أداء فريضة الحج والعمرة. يجب أن تكون الحرمين الشريفين ملاذًا آمنًا لجميع المسلمين، حيث يجتمعون على توحيد الكلمة والعبادة، لا على تفرقة أو قيود.

إن الحرم الشريف هو رمز للسلام والوحدة بين المسلمين، وعلينا جميعًا أن نعمل على الحفاظ عليه بعيدًا عن الاستغلال السياسي والتجاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى