الأخبار والتقارير

إدانة حادثة الاعتداء على معتمرين داخل المسجد الحرام

تُعرب الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين عن إدانتها الشديدة لحادثة الاعتداء التي ارتكبها أحد عناصر الأمن داخل باحات المسجد الحرام، والتي وثقها مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، ويُظهر اعتداءً صريحًا على معتمر ومعتمرة أثناء أدائهما لمناسك العمرة في أقدس بقاع الأرض.

وتؤكد الهيئة أن هذا المشهد المؤلم والمسيء لكل مسلم، يُشكّل انتهاكًا صارخًا لحرمة الحرم المكي ولحقوق ضيوف بيت الله الحرام، الذين يفدون إليه طاعةً لله لا طلبًا للإهانة أو الإيذاء.

وبدلًا من أن تُبادر السلطات السعودية إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل ومحاسبة المتورطين في هذا الفعل المُشين، سارعت – كعادتها – إلى اعتقال المعتمرين المُعتدى عليهما في محاولة لتبرير العنف والاعتداء، وتزييف الوقائع أمام الرأي العام.

ويؤكد هذا السلوك الرسمي المتكرر أن السعودية لا تتعامل مع الحرمين الشريفين باعتبارهما ملكًا للأمة الإسلامية، بل بوصفهما مجالًا سياديًا مغلقًا لا يخضع لأي رقابة أو مساءلة.

إن الهيئة الدولية تُحمّل السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتمرين المعتقلين، وتُطالبها بالكشف الفوري عن مصيرهما، والإفراج عنهما دون قيدٍ أو شرط، وضمان سلامتهما الجسدية والنفسية.

كما تدعو الهيئة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، بإشراف من منظمة التعاون الإسلامي، للنظر في ملابسات الحادثة، ومراجعة سلوك الأجهزة الأمنية داخل الحرمين الشريفين، بما يضمن احترام كرامة الزوار والمعتمرين.

لقد بات واضحًا أن تكرار حوادث الاعتداء على الزوار والمعتمرين لم يعد سلوكًا فرديًا أو طارئًا، بل يعكس خللًا بنيويًا في إدارة الحرمين وغياب المساءلة، الأمر الذي يهدد قدسية المكان ويقوّض الأمن الروحي لملايين المسلمين حول العالم.

وفي كل مرة تقع فيها مثل هذه الانتهاكات، تلجأ السلطات السعودية إلى التبرير عبر رواية “مخالفة التعليمات”، في محاولة لتضليل الرأي العام وتبرئة المعتدين، بينما تتواصل الانتهاكات دون رادع أو محاسبة.

وإن توظيف الحرم الشريف كأداة للهيمنة السياسية والأمنية يُشكّل خطرًا جسيمًا على وحدة الأمة الإسلامية ومكانة الحرمين كمقدّسين عالميين لجميع المسلمين دون تمييز. فالاعتداء على معتمر داخل بيت الله الحرام ليس مجرد حادث فردي، بل هو إهانة لحرمة البيت العتيق وامتهان لكرامة الإنسان المسلم.

وتؤكد الهيئة أن استمرار مثل هذه الممارسات دون تحقيق ومحاسبة يكرّس سياسة الإفلات من العقاب، ويُشجع على تكرار الانتهاكات بحق الحجاج والمعتمرين.

لذا، فإن الهيئة تدعو المجتمع الإسلامي والدولي إلى التحرك الجاد لوضع آليات رقابة مستقلة على إدارة الحرمين الشريفين، وضمان عدم استغلال قدسيتهما في القمع أو التمييز أو إساءة المعاملة.

وفي الختام، تؤكد الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين أن صون كرامة زوّار بيت الله الحرام واحترام حرمة المكان مسؤولية جماعية، وأن السكوت عن هذه الانتهاكات يُعد تواطؤًا مع المعتدي وإهانة لقدسية الحرم. وتجدّد دعوتها إلى تحقيق العدالة والمساءلة، حمايةً لحرمة الحرمين وصونًا لحقوق كل مسلم يقصدهما في أمنٍ وسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى