الأخبار والتقارير

ارتفاع وفيات موسم حج 1446هـ / 2025م إلى 604 حالات وسط استمرار الصمت السعودي

أعلنت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين أن عدد وفيات حجاج موسم حج 1446هـ / 2025م ارتفع إلى نحو 604 حالة وفاة، عقب تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد الوفيات بين الحجاج الإندونيسيين الذين بلغ عدد المتوفين منهم 429 حاجًا، بالإضافة إلى تسجيل وفاة حاج من الكاميرون في مكة المكرمة، وحاج من ماليالي (الهند) في المدينة المنورة، ووفاة 8 حجاج أوزبكيين.

تعبّر الهيئة عن بالغ قلقها إزاء هذا التصاعد الكبير في حصيلة الوفيات من جنسيات متعددة، خاصة في ظل استمرار الصمت الرسمي السعودي وعدم إصدار أي بيانات رسمية توضح أسباب هذه الكارثة، أو فتح تحقيق مستقل وشفاف ينصف الضحايا ويطمئن أسرهم.

ورغم ترويج الجهات الرسمية السعودية لنجاح موسم الحج عبر وسائل الإعلام، تستمر الأرقام في التزايد من خلال التقارير التي تصل من بعثات الحج في دول مختلفة، وهو ما يكشف تناقضًا واضحًا بين الخطاب الإعلامي الرسمي والواقع الميداني الذي يبرز إخفاقات كبيرة في الإدارة، والرعاية الطبية، والخدمات المقدمة للحجاج.

تُسلط الهيئة الضوء على أن الوفاة بين الحجاج الإندونيسيين تشكل أعلى نسبة بين الجنسيات المختلفة، بواقع 429 حالة، فيما توثقت حالات وفاة أخرى بين حجاج من كوسوفو، الهند، تونس، مصر، باكستان، ودول إسلامية أخرى، وسط معاناة مئات الأسر من انقطاع الأخبار عن ذويهم، وصعوبة الحصول على تقارير طبية واضحة أو معلومات عن أماكن دفن الضحايا.

وتحمّل الهيئة السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن هذه الحصيلة المؤلمة، وتدين اعتمادها سياسة الصمت والتجاهل بدلًا من الشفافية والمساءلة، معتبرة أن ذلك يعكس نمطًا متكررًا من الإهمال الرسمي الذي تكرر في مواسم حج سابقة، حيث لا يتم الكشف عن أعداد الوفيات إلا تحت ضغط حقوقي وإعلامي، دون فتح أي مسار للمحاسبة أو الإصلاح.

وتؤكد الهيئة أن احترام الحجاج يبدأ باحترام حقهم في الحياة، وحق عائلاتهم في معرفة الحقيقة كاملة حول ظروف وفاة ذويهم. وتعكس سياسة التجاهل المتكررة أن السلطات السعودية تضع الاعتبارات السياسية والدعائية فوق سلامة الحجاج، متجاهلة بذلك التزاماتها الدينية والإنسانية.

وفي إطار ذلك، تدعو الهيئة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمقررين الخاصين المعنيين بحقوق الإنسان إلى دعم مطلب فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف في ظروف هذه الوفيات، والتحقق من مدى توفر الإجراءات الوقائية، والخدمات الطبية، والبنية التحتية اللازمة لإدارة هذا الحدث الديني الحساس الذي يجمع ملايين المسلمين سنويًا.

كما تحث الهيئة الدول الإسلامية التي فقدت مواطنيها خلال موسم الحج على عدم القبول بالروايات الغامضة أو الغياب الإعلامي، وممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية على السلطات السعودية للكشف عن الحقيقة، وتقديم تفسيرات رسمية، وتعويض أسر الضحايا، وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.

في الختام، تجدد الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين دعوتها إلى نقل إدارة الحج من الاحتكار السعودي الأحادي إلى إشراف إسلامي مشترك متعدد الأطراف يضمن الشفافية، والمساءلة، وسلامة الحجاج، بعيدًا عن التسييس والاستغلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى